نور في مكة – مولد النبي ﷺ (الجزء الأول من سلسلة "Zoom على السيرة")
في إحدى ليالي مكة الهادئة، وبين جبالها الصامتة، وُلد نورٌ سيُغيّر وجه الأرض إلى الأبد.
في عفام الفيل، وفي يوم الإثنين، الموافق لـ 12 من ربيع الأول، وُلد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ﷺ، في بيت من بيوت بني هاشم، إحدى قبائل قريش.
كان العالم آنذاك يئنّ تحت ظلام الجهل والظلم والعبودية، لكن السماء كانت تُعدّ العدة لوصول خاتم الأنبياء.
👶 يتيم قبل أن يُولد
حين حملت آمنة بنت وهب بالنبي ﷺ، كان أبوه عبد الله قد خرج في تجارة إلى الشام، ولم يعد.
فقد توفي وهو في طريق العودة، ودُفن في المدينة (يثرب آنذاك)، ليبدأ النبي ﷺ حياته يتيم الأب.
ومع ذلك، كانت آمنة تشعر بشيء مختلف…
رأت في منامها أن نورًا يخرج منها يضيء قصور الشام،
وشعرت بأنها تحمل أمرًا عظيمًا.
✨ لحظة الميلاد
وُلد النبي ﷺ في مكة، في ساعة من السَّحر،
وحين وُلد، قالت أمه:
"خرج مني نور أضاء لي قصور بُصرى من أرض الشام."
وقد رأت حليمة السعدية لاحقًا هذا النور بنفسها، عندما أخذت النبي ﷺ لترضعه في بادية بني سعد، حيث سيكبر بعيدًا عن ضوضاء مكة.
🕋 لماذا "عام الفيل"؟
كان مولده ﷺ في نفس العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي هدم الكعبة، فجاء بجيش عظيم وفيل ضخم،
لكن الله أرسل عليهم طيرًا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، فدمرهم.
لقد وُلد محمد ﷺ في عامٍ شهد فيه الناس عظمة الكعبة، وقوة الله، وكأن السماء كانت تُمهّد لميلاد عظيم.
💭 تأملات من زوم على الحياة:
-
يولد بعض الناس في صمت… لكن آثارهم تملأ الدنيا.
-
محمد ﷺ وُلد يتيمًا، لكنه صار أعظم إنسان في التاريخ.
-
في ظلال الفقد يولد الرجاء، وفي زمن الظلام يُولد النور.
📖 انتظرونا في الجزء الثاني:
طفولة النبي ﷺ في بادية بني سعد – بين الحنان والحدث العظيم.
تعليقات
إرسال تعليق